التدخين تاريخ التدخين : لم يكن التدخين معروفآ في العالم القديم ، وإنما عرف بعد اكتشاف امريكا ، فنقل المستعمرون هذه العادة السيئة إلى أوروبا ، وقاومه الناس في البداية مقاومة شديدة ، لكن التجار أصرو على إدخاله لما سيجر عليهم من ارباح وفيرة ، فأغروا الكبراء بالتدخين حتى تمكنت منهم هذه العادة السيئة وانتشرت بشكل واسع بين رجال البلاط الإنجليزي ، وكان هذا في أواخر القرن السادس عشر الميلادي ، وبعد إنتقل التدخين من انجلترا إلى باقي اوروبا ، وبعدها إلى بقية العالم ..
دخان السجاير ، تكوينه و اقسامه : يتركب دخان السجاير من حوالي اربعة الاف نوع من الغازات و المواد العالقة واهم هذه الغازات اول اكسيد الكربون وهيدروجين السيانيد و النشادر و الاكرولين و اكسيد النيتروجين والمركبات المسرطنة التي تدعى امينات النتروز .
أما عن المواد العالقة فهي النيكوتين ( وهو الذي يسبب التعود و الادمان على التدخين ) و البنزين و القطران والمركبات المسرطنة مثل البنزوبيرين و البولونيوم .
ثلاثة من تلك المواد المذكورة تمثل خطرآ داهمآ بوجه خاص وهي :
- القطران : هو خليط من المواد الهيدروكربونية التي تتحول إلى مادة لاصقة داخل الرئتين وتحتوي على العديد من المركبات المسببة للسرطان
- النيكوتين : هي مادة كيميائية مسببة للإدمان والتي عندما تمتص داخل الرئتين تؤثر على الجهازين الدوري والعصبي ، والمدخن يدخن السجائر بهدف الاحتفاظ بمستوى معين من النيكوتنين في دمه
- أول أوكسيد الكربون : يقوم بسرقة الاكسجين من الجسم عن طريق الإقلال من مقدار الاكسجين الذي يمكن لكريات الدم الحمراء حمله إلى جميع ارجاء الجسم
حجم المشكلة : يعتبر التدخين أكبر وباء اجتاح العالم على مر الزمان ، فقضى على ملايين الاشخاص سنويآ منذ بدء انتشاره حتى الان .فبين عامي 1990 – 1999 أودي بحياة 21 مليون شخص نصفهم مابين سن 35 - 65 سنة.وخلال مطلع هذا القرن يتوقع وفاة 10 مليون كل سنة. مما جعل التدخين وباء عالميا قاتلا .
بعض الامراض التي يسببها التدخين: امراض الجهاز التنفسي : إن المواد السامة الموجودة في دخان السجائر تعود بالضرر المباشر على البطانات الحافظة للجهاز التنفسي العلوي والسفلي ، وهذا يسهل على الجراثيم غزو هذا الجهاز واصابته بالعدوى ، ويتعرض الاشخاص المدخنون لفترة طويلة إلى احتمال تدمير رئاتهم وهي حالة تعرف بـ " داء الرئة الانسدادي المزمن "
ووجد أن المدخنين هم أكثر عرضة للاصابة بـ سرطان الرئة و سرطان الحنجرة و الالتهاب الشعبي المزمن .
امراض الفم و الاسنان : وهي سرطان الشفة و تسوس الاسنان و تشقق اللسان و ضعف حاسة التذوق فيه .
امراض الجهاز الهضمي : يؤثر النيكوتين في الجهاز الهضمي بطرق متنوعة عن طريق جريان الدم وعبر استهداف الاعصاب التي تغذي القناة الهضمية ، ويساعد التدخين على نشوء سرطانات القولون و سرطان الفم و البلعوم و المريء ، كما أنه يتسبب في التهاب المعدة و قرحة المعدة و الاثني عشر .
امراض القلب و الاوعية الدموية : يساعد التدخين على تصلب الشرايين أو ظهور الصفائح الدهنية داخل الشرايين في مختلف انحاء الجسم ، ومن شأن هذا التراكم أن يزيد لدرجة كبيرة من احتمال الاصابة بـنوبة قلبية و سكتة دماغية ، ويمكن أن يتسبب التدخين في حدوث اضطرابات في نظم دقات القلب ، كما أن التدخين يسرع من نبضات القلب ويزيد من ارتفاع ضغط الدم .
مكافحة التدخين : من الضروري أن تتوفر بيئة مناسبة لمكافحة التدخين ويلزم لذلك توفير العديد من عوامل النجاح وفي وجود هذه البيئة يظهر أهمية وضع منهج ثابت لمساعدة الجميع .
فقد لا يكفي الحديث فقط عن إدمان النيكوتين في التبغ بأنه سبب العديد من المشاكل في المجتمع وأنه يضر بصحة متعاطيه ومرافقيهم ويحدث تلوثا ملموسا للبيئة وأنه سبب رئيس للعديد من الحرائق ويمثل مشكلة اقتصادية للفرد والمجتمع . ولكن يكون الحديث مكتملا وأهدافه واضحة إذا تعرفنا على هذه الأضرار والمشاكل ثم تعرضنا لكيفية مكافــحته وأوضحنا طرق التخلص منه ووسائل تجنبه والوقاية منه، ثم استعرضنا برامج حقيقية نموذجية مـــحلية وعالمية ناجحة في مجال الحد من انتشاره، فنتمكن من تحديد حجم المشكلة واختيار المناسب منها للمجتمع الذي نعيش فيه ليسهل تطبيقها .