السلام عليكم اخوتى اخواتي
والحمد لله حمدا يوافي ما تزايد من النعم والشكر له على ما اولانا من الفضل والكرم لا احصي ثناءً عليه هو كما اثنى على نفسه ونسأله الاعانة في كل الاحوال وحال حلول الانسان في رمزه والصلاة والسلام على سيد العرب والعجم المبعوث لسائر الامم وعلى آله وصحبه وازواجه وذريته وأمته افضل الامم سلام وصلاة متلازمين الى يوم يبعثون
أما بعد
فقد خطر لي أن اجمع موضوعا في أهم الآداب والشروط لنقل المواضيع والذي نراه بكثرة من بعض إخواننا وأرى في ثنايا هذه النقولات من الزلل ما لا يرضاه ربي عز وجل فقلت أنصح نصيحة أخ محب لإخوانه ببعض ما أرى وجوبه عند نقل المواضيع .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع "رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.( صحيح مسلم )
و أسأل الله أن يعينني على ذلك وعلى الإخلاص في القول والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه
الشرط الاول : الإخلاص لله تعالى في القول والنقل
لا شك ان أول ما أنصح نفسي و إخواني به في النقل والكتابة وفي كل عمل هو إخلاص العمل لله عز وجل واحتساب الأجر عنده سبحانه وتعالى وحده ولا شك أن إخلاص النية شرط لصحة العبادة فما لم يصح لم تصح
وقد قال الله تعالى : ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب )
وعن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله قال الرياء يقول الله عز وجل إذا جزى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ) رواه أحمد وابن أبي الدنيا والبيهقي في الزهد وغيره وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب
وعن أبي سعيد بن أبي فضالة وكان من الصحابة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عنده فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك ) رواه الترمذي في التفسير من جامعه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي وغيرهم وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي
فليكن مرادنا في كل قول او نقل أو عمل هو الله سبحانه وتعالى والاخلاص سبيل لنصر الله عز وجل لعباده
فعن مصعب بن سعد عن أبيه ( سعد بن أبي وقاص ) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ) رواه النسائي وغيره وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب
الشرط الثاني : الحرص على نقل ما فيه الخير والفائدة واجتناب ما ليس فيه نفع
لعل إخوتي يرون كما أرى كثيرا من المواضيع التي تتناقل هنا وهناك وتنتشر انتشار الجراد وما فيها إلا الضرر نسأل الله العافية
فأذكر نفسي وإخوتي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء و من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها و وزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) رواه مسلم و أحمد والنسائي والترمذي وغيرهم عن جرير
فالمسلم طيب لا يقع إلا على طيب ولا ينقل إلا طيبا فعليكم بنقل ما فيه الخير واحذروا السيئات الجارية
( ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .... و مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار * يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )
الشرط الثالث : ألا ينقل إلا ما هو موثق ثابت
تعقيبا على الفقرة السابقة أقول إن من السيئات الجارية تلك الأحاديث الموضوعة والمكذوبة على رسول الله والتي ينقلها أصحابها على انها من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منها براء.
و إن تعجب فعجب ما نرى من مقالات لا يعدو ان يكون قائلها أحد المغفلين تنشر على أنها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يكتب في عقبها ومن نشرها كان له كذا وكذا من الأجر ومن كتمها كان عليه كذا وكذا من الوزر والله المستعان على ما يصفون
فأقول أيها الإخوة أن مما يجب علينا ألا ننقل حديثا أو نقلا إلا بعد التثبت ممن نقله ورواه ومن صحته و إن كان كاتب الموضوع لم يذكر للأحاديث سندا أو صحة فلا بأس ان يطالب بمرجعه الذي نقل منه و أن ينبه على عدم ذكر الآثار والنصوص إلا موثقة حذرا من الوقوع في مثل قوله صلى الله عليه وسلم : "" من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين "" . رواه مسلم عن سمرة بن جندب والمغيرة بن شعبة فالوعيد شمل راوي الحديث المكذوب ( دون أن يبين حاله ) ومفتريه كلاهما في الاثم سواء وكلاهما من الكاذبين والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيرة من الكبائر جاء فيها الوعيد كما في الحديث المتواتر عن عشرات الصحابة ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) متفق عليه
والان اخوتي اخواتى لاحظتم انى وضعت خطوطاَ تحت الكلمات واختلاف الالوان وساشرح المقصود منها كما سيلي :
اولاَ : الكلام الملون باللون الازرق والذي تحته خط انما هو لايضاح ناقلي الحديث ومصحيحيه
ثانيا : الكلام الملون باللون البني وتحته خط انما يوضح الكتب والمؤلفات المنقول منها الحديث او الخبر ونحن نعرف انها موثوق فيها وفي مؤلفيها
ارجوا ان اكون قد اوصلت رسالتي اليكم احبتي في الله
والله التوفيق من قبل ومن بعد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته