الأسرة بين الماضي و الحاضر ~ بقلمي ~

المشرف

السلام عليكم

الأسرة بين الماضي و الحاضر
بقلمي

إن عالمنا اليوم شهد ولازال يشهد العديد من التغييرات و التطورات على العديد من المستويات. هناك فريق دائما يركز على الإيجابيات التي جاء بها التقدم التكنولوجي، وهناك فريق آخر يحمل المسؤولية بل كل المسؤولية لبعض التغييرات السلبية لهذا التطور. المقصود بهاته الأخيرة ليس التطور التكنولوجي بل التغيير النفسي الذي طرأ على العديد من النفوس البشرية والذي كان من نتائج التطور التكنولوجي من طبيعة الحال. وهذا التغيير بالفعل أثر على العديد من السلوكيات الإجتماعية و الأنماط المعيشية.

إذا أخذنا الأسرة على سبيل المثال وقارنها بالماضي القريب نجد أن هناك بعض التغييرات على سلوك أفرادها. وحتى وإن لم تكن هاته التغييرات السلوكية كبيرة فستكون طفيفة لامحالة، المهم هناك تغيير. بالماضي القريب الأسرة كانت تجلس مجتمعة الأب قرب زوجته وأبنائه وربما الجد والجدة كذلك، فيتبادلون أطراف الحديث ويناقشون مجتمعين. أما اليوم ومع كثرة الإنشغالات وظهور الأجهزة السمعية البصرية صار لكل واحد أو فرد داخل الأسرة رأي مغاير. الكل يبحث عن نفسه أو ذاته سواء في برنامج تلفزيوني مفضل أو مباراة كرة أو مطرب معين...إلخ أضف إلى ذلك الإنترنت. هذا الوضع فرض على العديد من الأسر نوع مغاير من سلوك العيش لم نعهده من قبل. اليوم نادرا ما يجلس أفراد الأسرة مع بعضهم البعض للمذاكرة أو المناقشة. حتى وإن جلسوا فإن الجلسة لا تطول بفعل إلتزامات أفرادها بشيء مما ذكرته سابقا.

لا أحد فينا يستطيع أن ينكر حكايات الجدة في الليل للأبناء وكم هو جميل أن تسمع لتلك القصص والأساطير القديمة قبل أن يأخذك النوم في سبات عميق. صراحة تلك الحكايات هي موروث وخزان ثقافي مهم قلما نحلل تلك الكلمات العذبة التي تطالع مسامعنا عند النوم. السؤال المطروح الآن من يهتم لذلك؟ وهل لزالت تلك الجلسات الحميمية بين أفراد العائلة قائمة أو قضى عليها التلفاز والإنترنت وغيرها من الأجهزة.

كل ما أستطيع أن أقوله أنا هو أن الجلوس العائلي الأن لا يكون إلا عند المخاصمة و المعاكسة، كأن يعاكس الأخ أخته. الأول يريد أن يشاهد مباراة و الثانية تريد أن تشاهد مسلسل تركي. فتتدخل الأم للتوفيق بين الرغبتين المتصادمتين. لقد شُتّتت الأذواق بالجملة ولم يعد لنا رأي نستقر عليه. خلافات ومعاكسات داخل أفراد الأسرة الواحدة فما بالك بالمجتمع.

حاولت في هذا المقال أن آتيكم ببعض التغييرات التي طرأت على الأسرة في مجتمع اليوم. تطرقي في هذا الصدد للتغيير الأسري لا يعني بأي حال من الأحوال تحميل المسؤولية للتلفاز أو الإنترنت...إلخ فالناحية الإيجابية لهاته الأجهزة لا تقدر بثمن. أنا فقط عرضت جانب من جوانب التغييرات النفسية التي طرأت على بعض الأسر كنتيجة لظهور تلك الأجهزة.

لن أقيد أحدا بأي سؤال...مواضيعي موجهة فقط للقراءة والإستفادة بقدر الإمكان...من لديه أو لديها أية إضافة فألف وألف مرحبا

الأسرة بين الماضي و الحاضر ~ بقلمي ~ M5znk-672409e126

المشرف

موضوع روعة مزيدا من التألق

» ### همتْ بشاعرها ### بقلمي
» [ [][§¤°^°¤§][أوجاع السنين ''بقلمي"][§¤°^°¤§][] ]
» ~*¤®-¦[• موسوعة كاملة عن (حيـاة الأرانـب ,, La ViE De LapiN )•بقلمي -